اكتشاف أول رأس حربة عظمية لإنسان نياندرتال في إسبانيا
برشلونه في 10 سبتمبر /إشراق/ اكتشف فريق أثري من المعهد الكتالوني لعلم البيئة القديمة البشرية والتطور الاجتماعي (IPHES) رأس حربة حادٍّ مصنوع من عظم حصان، وهو اكتشاف ثوري لأنه الأول من نوعه، حيث تم العثور على هذا الرأس أثناء الحفر في ملجأ صخري في موقع أبريك روماني Abric Romaní، وهو موقع يعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط لإنسان نياندرتال بالقرب من برشلونة، إسبانيا.
وقد تم العثور على رأس الحربة العظمية خلال موسم التنقيب الأخير في أبريك روماني، وهو موقع تخييم احتله إنسان نياندرتال منذ 110,000 إلى 39,000 سنة مضت. يعود تاريخ رأس الحربة إلى حوالي 50,000 سنة، وهو واحد من عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في الموقع على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وتشير الدراسات إلى أن شكل السلاح العظمي يدل على استخدامه كسلاح صيد، وقد أظهرت الفحوصات الدقيقة علامات تأثير خطية مجهرية وكسر في الطرف وكسور إجهاد داخلية محتملة، مما يشير إلى استخدامه كرمح. كما أظهرت دراسة أخرى أن نقطة العظم تم تشكيلها بحيث يمكن لصقها على عمود خشبي، مما يعزز فرضية استخدامه كرمح يدوي.
الجدير بالذكر أنه تم العثور على أدوات عظمية مرتبطة بأنواع من البشر البدائيين في مواقع قليلة حول العالم، منها جنوب أفريقيا وتنزانيا وإثيوبيا، ويعود تاريخها إلى مليوني و1.8 مليون و1.4 مليون سنة على التوالي. أما في أوروبا، فقد تم العثور على أقدم الأدوات العظمية في بوكسجروف بإنجلترا، ويعود عمرها إلى 500,000 سنة.
على الرغم من العثور على مجموعة متنوعة من الأدوات والأسلحة المصنوعة من عظام الحيوانات التي صنعها الإنسان الحديث في العديد من المواقع، لم يكن هناك دليل حتى الآن يُشير إلى أن إنسان نياندرتال صنع أسلحة صيد من العظام. ومع ذلك، تشير الأدلة الجديدة إلى أن سكان نياندرتال في أبريك روماني استخدموا الرماح ذات الرؤوس الحجرية، وأحيانًا العظام، مما يُظهر مرونتهم في استخدام الموارد المتاحة لهم.
كانت عظام الحيوانات، مثل الخيول البرية والغزلان والماعز، متوفرة بكثرة في أبريك روماني، حيث كان نياندرتال يصطادونها للحصول على الطعام. وعندما تم كسر هذه العظام للحصول على النخاع المغذي، كانت تترك وراءها شظايا عظمية حادة، والتي ربما تم تشكيلها بشكل أكبر على شكل رؤوس رماح.