تقرير / إعلان قادة بريكس دعم منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة

قازان (روسيا) في 23 أكتوبر /العُمانية/ ناقشت مجموعة قمة “بريكس” العديد من النقاط والأهداف، أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط إلى جانب الأمن الغذائي والطاقة والمعاملات المالية، وذلك خلال يومها الثاني في مدينة قازان الروسية.

وأعربت 30 دولة عن رغبتها بالانضمام إلى تحالف قمة مجموعة بريكس التي افتتحت أعمالها أمس وتنتهي غدًا، ويسعى خلالها التحالف إلى تعزيز مكانة “بريكس” في العالم والتركيز على حل المشاكل العالمية والمحلية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المجموعة ستناقش التوسع خلال اجتماعها، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الحفاظ على الكفاءة، وأن يشكل التحالف قوة موازية للتكتلات الغربية، كما أنه يسعى من خلاله لإثبات، أنه – رغم العقوبات الغربية – ليس معزولا عن العالم.

وتركز القمة على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع اهتمام خاص بالشرق الأوسط، وسيكون العنوان الرئيسي للاجتماع: “بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك”.

وذكرت إيكونوميست أنه من المقرر أن يتم بناء نظام مدفوعات “جسر بريكس”، وفق التسمية الروسية، في غضون عام، ما سيسمح للدول بإجراء تسوية عبر الحدود باستخدام منصات رقمية تديرها بنوكها المركزية، لإعادة تشكيل مسارات نقل الأموال، وقد توفر خطة مجموعة بريكس معاملات أرخص وأسرع، وقد تكون هذه الفوائد كافية لإغراء الاقتصادات الناشئة.

والتقى بوتين في اليوم الأول بالرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي شدد على عدم “تصعيد القتال في أوكرانيا”، كما رحب الرئيس الروسي بعرض عدد من الدول المشاركة التوسط لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، لافتا إلى إحراز قواته تقدما ميدانيا، وصفه بـ “دينامية إيجابية على الجبهة”.

كما التقى الرئيس الروسي، اليوم، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يطمح أن تنضم بلاده إلى مجموعة بريكس، رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي ناتو.

من جانبه حث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم، أعضاء مجموعة بريكس على المساعدة في “إنهاء الحرب”، قائلا: “أناشد كل الأعضاء في مجموعة بريكس النافذة استخدام إمكاناتهم الجماعية والفردية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان”.

ورحب البيان الختامي بتركيز آلية التعاون بين البنوك في مجموعة بريكس وعلى تيسير وتوسيع الممارسات والأساليب المالية المبتكرة للمشاريع والبرامج بما في ذلك إيجاد آليات مقبولة للتمويل بالعملات المحلية والتأكيد بالحفاظ على شبكة أمان مالية عالمية قوية وفعالة تعتمد بشكل أساسي على صندوق النقد الدولي، على أن يكون قائما في جوهره على الحصص وممولا بشكل كافٍ”.

وأضاف البيان: “نؤكد على الحاجة إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي القائم في مسعى لمواجهة التحديات المالية العالمية من بينها حوكمة الاقتصاد العالمي لجعل الهيكل المالي الدولي أكثر شمولية وإنصافا”، مضيفا: “نرحّب بمبادرة الجانب الروسي لإنشاء منصة لتداول الحبوب بين مجموعة بريكس مع إمكانية توسيعها لاحقا لتشمل قطاعات زراعية أخرى”.

أما بالنسبة للأزمة الروسية الأوكرانية وأوضاع الشرق الأوسط فقال البيان: “نؤكد أن جميع الدول يجب أن تمتثل بالكامل للأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة… نعبّر عن تقديرنا لمبادرات الوساطة والجهود الحسنة، التي تهدف إلى إيجاد تسوية سلمية للصراع عبر الحوار والدبلوماسية، ونعبّر مجددا عن قلقنا البالغ إزاء تردي الأوضاع والأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما بعد التصعيد غير المسبوق للأعمال القتالية في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة للحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تسببت في مقتل وإصابة أعداد هائلة من المدنيين مع النزوح القسري والتدمير واسع النطاق للبنية الأساسية المدنية، وعن قلقنا العميق إزاء الأوضاع في جنوب لبنان، ونندد بمقتل المدنيين والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الأساسية بسبب الهجمات الإسرائيلية على مناطق سكنية في لبنان، ونطالب بوقف فوري للأعمال العسكرية”.

وأكد أعضاء التكتل على دعمهم منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في سياق الالتزام الثابت بحل الدولتين، وعلى أساس القانون الدولي، داعين إلى الإسراع بتنفيذ القرارات المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وعبّروا عن موقفهم إزاء العقوبات الغربية بقولهم: “نشعر بقلق شديد إزاء التأثيرات السلبية التي تترتب على الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير القانونية، من بينها العقوبات غير القانونية، على الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وندرك أهمية استمرار عمل مجموعة العشرين وفاعليتها بالاعتماد على التوافق في الآراء بين أعضائها والتركيز على تحقيق نتائج ملموسة”.

وفيما يتعلق بالجانب الصحي، وخصوصا الأوبئة والأمراض المعدية، فأوضح البيان: “ندعم مبادرات مركز البحث والتطوير للقاحات التابع لمجموعة بريكس ومواصلة تطوير نظام الإنذار المبكر المتكامل لمجموعة بريكس للوقاية من مخاطر انتشار الأمراض المعدية”.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة بريكس هي رابطة دولية لدول تصنف بأنها ذات إمكانات عالية للنمو الاقتصادي والتنمية، وتم تشكيلها في عام 2006، واسمها اختصار مكون من الحروف الأولى لأسماء الدول المؤسسة لها، وهي: روسيا، والبرازيل، والهند، والصين وجنوب إفريقيا، وأصبحت تتألف حاليا من عشر دول، في حين أعربت أكثر من 30 دولة إضافية عن اهتمامها بالانضمام لعضويتها، والتي تعد نفسها قوة بديلة لمجموعة الدول السبع، والتكتلات الغربية.

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *