الشباب حاضر الأمة ومستقبلها
إن العمل الوطني الهادف يأتي في مقدمة اهتمامات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه – من خلال تحقيق شراكة وطنية متينة تتيح لجميع المواطنين الفرصة للمساهمة الفاعلة في بناء الدولة الحديثة، وقد أكد جلالته – أعزه الله – على أهمية الشباب ودورهم المحوري في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، إذ يدرك جلالته أن الشباب هم عماد الأمة ومفتاح تطورها وازدهارها، وفي هذا السياق، جاء الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه– ليُبرز المكانة الكبيرة التي يوليها جلالته للشباب العُماني، ودورهم الأساسي في خدمة الوطن، حيث قال جلالته: “إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها.”
ويتجسد دعم جلالته للشباب العُماني من خلال المبادرات والبرامج الوطنية التي تهدف إلى تمكينهم وتأهيلهم لمواجهة التحديات المعاصرة، فالشباب يمثلون القوة المحركة للتغيير والإبداع، ومن خلال توفير الفرص المناسبة لهم، من أجل مساهمتهم في بناء مجتمع متماسك واقتصاد مزدهر قادر على مواكبة التطورات العالمية، بما يعزز مكانة السلطنة على الساحة الدولية، ويحقق الأمن والاستقرار الوطني، في أطار من العمل الوطني الهادف نحو استغلال الموارد البشرية، وتطوير كفاتها من أجل المشاركة الفاعلة والمجيدة في المشاريع الوطنية، إذ أن المجتمع العماني جل سكانه من الشباب، لذا فإن الاهتمام بهم وتمكينهم يساعد على استغلال قدراتهم في بناء الدولة الحديثة.
إذ يُعد الشباب عماد الوطن وركيزة أساسية في بناء المجتمع وتطوره، فهم الطاقة المحركة والروح المتجددة التي تُسهم في تحقيق الإنجازات والتقدم، ويُمثل الشباب العُماني قوة دافعة نحو المستقبل، يحملون في قلوبهم الولاء للوطن والرغبة الصادقة في خدمته، ودورهم الوطني لا يقتصر على مرحلة محددة أو مجال معين، بل يتجلى في مختلف القطاعات التي تساهم في تحقيق النهضة الشاملة، فإسهاماتهم تأتي من خلال الابتكار، والعمل الجاد، والمشاركة الفاعلة في رسم ملامح مستقبل الوطن.
لقد أدركت القيادة الحكيمة منذ البداية أن الشباب هم الدعامة الأساسية لبناء المستقبل، والقوة المحركة لتطوير الوطن وتنميته، وتماشياً مع هذا الإدراك، تحرص الحكومة على تعزيز دور الشباب، وتمكينهم ليكونوا جزءاً فعّالاً في رسم مستقبل الدولة وتوجيه مسارها نحو التقدم والازدهار، ويأتي هذا الاهتمام استجابة لتطلعات الشباب وطموحاتهم، مع توفير السبل الكفيلة بتحقيق أهدافهم الوطنية، وقد حظي الشباب العماني بالاهتمام والدعم السامي إذ أكد جلالته- أعزه الله- : “لقد جَعَلْنَا الشبابَ في صميمِ اهتمامِنَا واهتمامِ حكومتِنَا، مُتابِعِين الجهودَ المبذولةَ؛ لإشراكِهِم في بناءِ الوطن، وسنَحْرِصُ على أن تكونَ هذه الشـراكةُ أكثرَ شموليةً، وأعمقَ أثـراً، حيثُ تعملُ مختلفُ مؤسساتِ الدولةِ ومَسْؤُوْلُوْهَا، على اعتمادِ منهجياتِ عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبرازِ إسهاماتِ الشبابِ الفاعلةِ، في هذه المسيرةِ المباركةِ – بإذنِ الله- وتُنَظِّمُ أدوارَهُم في خدمةِ المجتمع.”
ويؤكد خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- على الأهمية الاستراتيجية للشباب في مسيرة البناء الوطني والتنمية المستدامة، ويمثل التزاماً قوياً من القيادة العمانية بإشراك الشباب بفعالية في عملية التطوير، فالشباب كما وصفهم جلالته -حفظه الله ورعاه-، هم محور اهتمام الحكومة ومحور التخطيط المستقبلي، مما يعكس رؤية السلطنة نحو تفعيل دورهم كمحرك حيوي لنهضة الوطن، ومن خلال اعتماد منهجيات عمل مستدامة في مختلف المؤسسات تواصل الحكومة جهودها لتعزيز إسهامات الشباب، وتنظيم أدوارهم في المجتمع، بحيث تكون هذه الشراكة متكاملة، شاملة، وعميقة التأثير بما يضمن تحقيق طموحات الشباب وخدمة أهداف الوطن المشتركة.
وتعتبر ريادة الأعمال من الركائز المهمة التي تفتح أمام الشباب آفاقاً واسعة لخلق فرص استثمارية حقيقية وفعالة ضمن الاقتصاد الوطني، حيث تتيح لهم إمكانية إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة تُعد أحد الدعائم الأساسية لنمو الاقتصاد، من خلال ريادة الأعمال يتطور الفكر الاقتصادي للشباب، مما يعزز قدراتهم ويوفر لهم موارد مادية تدعم استقلالهم المالي وتُسهم في بناء مجتمع اقتصادي منتج ومتكامل، كما تساهم ريادة الأعمال في تحقيق الاعتماد على الذات، وإيجاد بيئة فعّالة تمكّن الشباب من المساهمة في تطوير الاقتصاد واستثمار الموارد المادية والبشرية المتاحة بشكل مستدام، بما يعود بالنفع على الوطن ويعزز استقراره الاقتصادي.
وتُعد ريادة الأعمال من المجالات الحيوية التي توفر للشباب فرصاً ثمينة للاستثمار وتأسيس مشاريعهم الخاصة، مما يسهم في تعزيز دورهم الاقتصادي ويزيد من فرص العمل المتاحة في المجتمع، وفي هذا السياق، جاء التوجيه السامي من جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مشدداً على أهمية انخراط الشباب في ريادة الأعمال وداعياً لدعمهم وتقديم الحوافز للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إدراكاً للدور المحوري الذي تلعبه هذه المؤسسات في تحفيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل. حيث قال جلالته:”أما أبناؤنا وبناتُنَا رُوادُ ورائداتُ الأعمالِ، الذين يرغبون في تأسيسِ مشارِيعِهِم الخاصةِ؛ فإننا عازمونَ على الأخذِ بأيديهم، وتشجيعِ بَرَامِجَ رِيادةِ الأعمال، وتقديمِ الدعمِ، والحوافزِ اللازمةِ، للمؤسساتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ، نظراً لدورِهَا المحوري، في تنشيطِ الحركةِ الاقتصاديةِ، وتوفيرِ المزيدِ من فُرَصِ العملِ “.
ويتوجب على الشباب العماني أن يغتنموا فرص التمكين الاقتصادي والدعم المقدم من الحكومة لتحقيق الريادة في مشاريعهم والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومستدام، إذ إن المرحلة الحالية تتطلب من الشباب الصبر والمثابرة لمواجهة التحديات، والإصرار على التنافس الشريف والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة لهم، مع الحفاظ على روح الولاء والانتماء للوطن، وعليهم أن يكونوا السواعد التي ترفع عمان وتدفعها نحو مستقبل مشرق، وأن يكونوا على وعي بمخاطر الأفكار الضالة التي قد تؤثر سلباً على أمن الوطن واستقراره، فإن نجاحهم في العمل والسعي نحو رفعة الوطن يعكس عزيمتهم وإخلاصهم لعمان الغالية، التي تستحق منهم كل جهد وعطاء لتحقيق مستقبل واعد من أجل عمان.