سلطنة عُمان تشارك في القمة العربية والإسلامية بالرياض
الرياض في 11 نوفمبر /إشراق/ بناءً على التكليف السّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – ترأس معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية وفد سلطنة عُمان المشارك في أعمال القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التي عُقدت اليوم بالرياض في المملكة العربية السعودية بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء الوفود المشاركين في القمّة.
ونقل معاليه خلال القمة تحيات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء الوفود المشاركين في القمة العربية والإسلامية المشتركة وتمنياته الصادقة للقمة بالنجاح.
وقال معاليه في كلمة له: “إننا اليوم نشهد أزمة إنسانية تفاقمت في كل من غزة ولبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث تُزهق الأرواح، ويُحرم الأبرياء من أبسط حقوق الحياة.”.
وأضاف معاليه إلى أن مشاهد القصف والدمار والإبادة التي تتعرض لها الأحياء السكنية والمرافق الصحية والتعليمية والبنية الأساسية، تتجاوز كل مقاييس الإنسانية، وتستدعي العمل المشترك من أجل فتح ممرات بلا قيود تُمكّن من إيصال الإغاثة الضرورية.
وأكّد معالي السيد على موقف سلطنة عُمان الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف العمليات العدائية لإسرائيل في لبنان، مشددًا على ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات المتكررة، مضيفًا “لأن العدالة هي أساس السلام، والمساءلة هي السبيل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة المستمرة.”.
ووضّح معاليه أن آثار هذا الوضع المأساوي في فلسطين المحتلة ولبنان امتدّت لتشمل تصعيدًا خطيرًا في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، مما يهدد الاستقرار الإقليمي بأسره، مشيرًا إلى أنّ السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة الذي ينشده الجميع لا يتحقق إلا عبر رؤية شاملة تقوم على الحق والعدل.
وقال معاليه: “إن سلطنة عُمان ثابتة في تأييدها لحل الدولتين سبيلًا أساسيًّا لتحقيق السلام العادل”، وأضاف: “إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو حق أصيل للشعب الفلسطيني لا يمكن التنازل عنه”.
وأشار معاليه إلى دعم سلطنة عُمان للمبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية بشأن تشكيل تحالف دولي يسعى لتحقيق حل الدولتين، مؤكدًا على أهمية اتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف، وأولها اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، مقدّرًا مواقف الدول التي بادرت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وداعيًا بقية الدول للانضمام إلى هذه المبادرة، تعزيزًا للحق وإرساء للعدالة.
وختم معالي السيد وزيرُ الخارجية كلمته بالتشديد على أن القضية الفلسطينية تتطلب إرادة صادقة وموحدة في الموقف، والتوجه، والأفعال الملموسة، والمؤثرة، داعيًا الله -عز وجل- أن يوفِّق ويلهم الجميع السداد في هذه المساعي النبيلة، وأن يُعين الأمة العربية والإسلامية على نصرة الحق وإرساء السلام.
من جانبه، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية كلمة، أكّد فيها على ضرورة قيام دولة فلسطينية، مع إطلاق مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين، مشيرًا إلى أن فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وقال معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن اتساع دائرة الصراع من غزة إلى لبنان يُعرّض مستقبل المنطقة للخطر، وأن تغييب القانون الدولي ساعد إسرائيل على التصعيد.
من جهته قال معالي حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: نُجدّد التأكيد على أهمية تنفيذ حلّ الدولتين، وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
وطالب فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن بتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة، وتنفيذ قراره بوقف الحرب وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقال جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية إنه لا يمكن تبرير الفشل العالمي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويدعو إلى وقف التصعيد في الضفة الغربية، والاعتداءات في القدس.
وأكّد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أن مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق نتيجة استمرار الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى رفض تهجير الفلسطينيين أو تحويل غزة لمكان غير قابل للحياة.
وضم وفد سلطنة عُمان المشارك في القمة صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد سفير سلطنة عُمان لدى المملكة العربية السعودية، والمندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى منظمة التعاون الإسلامي سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير الشيخ فيصل بن عُمر المرهون رئيس الدائرة العربية وعدد من المسؤولين.