“سربال” الطلابية.. نحو حلٍّ مُبتكر لتآكل الحديد

مسقط في 13 أبريل /العُمانية/ يعد تمكين الشباب وتعزيز ابتكاراتهم وتوفير البيئات التعليمية الخاصة بهم، وتشجيع عوامل الإبداع، من القضايا الحيوية التي تلعب دورًا محوريًّا في تطوير المجتمعات، وفي ظل التحديات الكثيرة والمتزايدة التي تواجه العالم، كان من الضروري إعداد جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات في سبيل بناء مستقبل أفضل للشباب والمجتمع.
وفي ظل التوجه الوطني نحو تمكين الشباب وتعزيز الابتكار في المؤسسات التعليمية، تبرز شركة “سِربال” كواحدة من النماذج الملهمة للشركات الطلابية الناشئة التي وُلدت من داخل أسوار جامعة السُّلطان قابوس، لتقدم حلاً تقنيًّا متقدمًا لمشكلة تواجه العديد من القطاعات الصناعية حول العالم وهي تآكل الحديد، في خطوة للإسهام في الابتكار الصناعي والتوعية بأهمية استغلال الموارد المحلية.

وقالت آية بنت أحمد البلوشية مديرة التطوير والإنتاج بالمشروع، إن سربال هي شركة طلابية ناشئة تهدف إلى تطوير طلاء مضاد للتآكل وعازل للحرارة والكهرباء، ومكوّن بنسبة 70 إلى 80 بالمائة من صخور طبيعية مهملة من البيئة العُمانية، كمساهمة مبتكرة وصديقة للبيئة في حماية الهياكل المعدنية من التآكل، خاصة في البيئات القاسية.
وأضافت أن فكرة المشروع جاءت بعد ملاحظة التحديات التي تواجه القطاعات الصناعية في سلطنة عُمان، مثل النفط والغاز والمياه، نتيجة التآكل الذي يسبب خسائر مالية كبيرة وأضرارًا بيئية، ومنها انطلق التساؤل حول: هل يمكن أن نجد في الطبيعة حلاًّ فعالًا؟
وأشارت إلى أن الشركة الناشئة تستهدف الشركات العاملة في المجالات الصناعية مثل النفط والغاز، ومحطات تحلية المياه، وشركات الإنشاءات، والموانئ البحرية، بالإضافة إلى الجهات الحكومية المعنية بالبنية الأساسية والصيانة.
أما عن التحديات التي تواجه هذا المشروع فوضحت البلوشية أن هناك عددًا من التحديات منها نقص الخبرة المتخصصة في مجال الطلاءات الصناعية.

وأكدت على أن الفريق الذي يعمل على هذا المشروع حظي بدعم ملموس من جامعة السُّلطان قابوس، من حيث توفير المختبرات والتجهيزات اللازمة لإجراء التجارب والتحاليل، كما قدم أعضاء الهيئة الأكاديمية بكلية العلوم الإشراف على المشروع والتوجيه العلمي، مما ساعد في تطوير الفكرة بشكل منهجي.
وفي الحديث عن المخاطر المرتبطة لهذا الابتكار وتقييمها وإيجاد الحلول الفعالة لإدارتها وضحت أن هذه الطلاء المبتكر قد يواجه بعض الرفض كمنتج جديد في السوق نظرا لعدم الاعتياد عليه والاعتماد على الطلاءات التقليدية السابقة، إضافة إلى المنافسة مع شركات أخرى أكثر خبرة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الفريق قام باختبارات مكثفة على عينات الطلاء في بيئات متعددة تحاكي الظروف الواقعية، وجمع آراء المتخصصين والعملاء المحتملين لتحسين المنتج، وبناء خطة تسويقية تراعي ملحوظات السوق وتروج لقيمة المنتج البيئية والاقتصادية.
وأكد الفريق القائم على المشروع على أن رؤيتهم لا تقتصر على تطوير منتج تقني فقط، بل يسعون إلى تحويل المعرفة الجامعية إلى حلول اقتصادية مستدامة تخدم المجتمع، وتقلل من الاعتماد على المواد المستوردة.