معرض مسقط الدولي للكتاب: الأدب العربي في ميزان الترجمة

مسقط في 25 فبراير /العُمانية/ نظّمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب اليوم، بالتعاون مع جائزة بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة، ضمن فعاليات المعرض التي تستمر أعماله بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، ندوة بعنوان “الأدب العربي في ميزان الترجمة” في جلستين، الأولى بعنوان “ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية، أهميتها ومعوقاتها وسبل النهوض بها”، شارك فيها الدكتور خالد البلوشي من سلطنة عُمان وسواد حسين من المملكة المتحدة.

وناقشت الجلسة الأسباب التي تحفز المترجم ليقوم بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية، والتي تمثلت في السعي لأجل زيادة الوعي بالأدب العربي وما به من خصوصية يجب الوقوف عندها، والإشارة إلى أن القارئ الغربي يجب أن يتعرف على الثقافة العربية وما تتفرد به من مميزات، بالإضافة عالمية اللغة الإنجليزية ووجود مئات الملاين من البشر من الناطقين بها.

كما عرج المشاركون إلى جوانب تتعلق بالأدب العربي، ومن خلالها دعت الحاجة ليصل هذا الأدب إلى الغرب، أهمها سوء الفهم والصورة النمطية غير الإيجابية في الذهن الغربي عن المنطقة العربية، والسعي لتجسير التواصل بين الطرفين، وأن الترجمة الصادقة دائما تنقل الحقائق للقارئ المتلقي وهذا ما يسعى إليه المترجم العربي ليكون في صورته الحقيقية التي تمثله، مع وجود الضروريات التاريخية المشرقة للإنسان العربي والتي من الممكن أن يتلقاها القارئ في الغرب بأنماط أدبية واقعية، ونقل أنماط التفكير والعيش وروح الثقافة بطرق مبتكرة.

وانتقل المشاركون إلى ما يميز الأدب العربي؛ في أنه أدب تجريبي، كون أن لكل كاتب فرديته الخاصة به، بالإضافة إلى التشابه الكبير بين المناطق العربية على الرغم من الاختلاف الجغرافي وهذا يعود للتاريخ والعادات والروابط الثقافية المشتركة.

كما تطرق المشاركون إلى التحديات التي يواجهها هذا الأدب، أهمها أنه غير منتشر بالطريقة التي يطمح إليها المؤلف والقارئ في الجهة الأخرى، بالإضافة إلى الصراع السياسي الذي تشهده المنطقة العربية، وهذا يجعل الأدب المتناول محصورًا في مناطق عديدة، وقلة التسويق والتمويل وغياب الاستراتيجية الواضحة لأجل انتشاره خارج حدوده الجغرافية.

أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “كيف أصبحت مترجما للأدب العربي”، فقد شارك فيها كل من الأمريكي الدكتور مبارك سريفي والبوفيسور روجر ألن، والكندية البروفيسورة ميشيل هارتمن، والأمريكي البوفيسور ويليم هتشن.

وذهبت هذه الجلسة لتفتش عن الأسباب التي دعت هؤلاء المترجمين لخوض غمار ترجمة الأدب العربي، لما له من أهمية على مساحة الأدب العالمي، مع التطرق إلى البدايات مع واقع هذه الترجمة إلى اللغة العربية والصعوبات التي كان لها أثر كبير في مسيرة الترجمة.

وحاولت الجلسة للإجابة على العديد من التساؤلات في شأن الأدب العربي من بينها أهمية إيصال هذا المنتج الفريد إلى العالم الغربي بطرق أدبية، والكيفية التي يرى فيها القارئ الغربي الكاتب الغربي من خلال العديد من المؤلفات التي لها تأثير نوعي في السياقات الأدبية المختلفة، خاصة تلك التي تبحث في الجوانب الإنسانية والاجتماعية.

الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي متوافقة مع مسابقة بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة، سعيا إلى إبراز وتعزيز دور الترجمة الرائد بين المجتمعات اللغوية المتنوعة والتأكيد على أهميتها في تحقيق التواصل بين هذه المجتمعات، بالإضافة إلى نشر الترجمات الاستثنائية للأدب العربي الحديث باللغة الإنجليزية مع التأكيد على ضرورة حضورها لإيجاد بيئة محفّزة لاستمرار فعل الترجمة النبيل.

وتهدف الجائزة إلى تعريف القارئ الغربي بالأدب العربي وتعريف القارئ الغربي بمدى تنوع وثراء المجتمع العربي اجتماعياً ومعرفياً ومادّياً، وتقدير ودعم وتشجيع جهود كلّ من الكتّاب العرب والمترجمين من اللغة العربية إلى الإنجليزية وتجسير الهوة بين الثقافة العربية والثقافة الغربية من خلال رفع نسبة توافر المحتوى الترجمي للأعمال الأدبية العربية الحديثة في المكتبة الإنجليزية بجميع أنحاء العالم.

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *