معرض مسقط الدولي للكتاب: الكتابة الإبداعية في فن القصة القصيرة

مسقط في 26 فبراير /العُمانية/ نظّمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب الذي تستمر فعالياته بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، جلسة نقاشية حول الكتابة الإبداعية في فن القصة القصيرة، قدّمها الأديب والكاتب الكويتي طالب الرفاعي.

وقد تطرق الرفاعي في الجلسة إلى الحدث والحبكة في القصة القصيرة مشيرا إلى أنهما يشكلان العنصر الرابع المهم من مكوناتها، مشيرا إلى أن الحدث في القصة ينقسم إلى الحدث اللحظي وأحداث الحكاية، وحدث القصة الكلي، موضحا أن الحبكة تمثل التسلسل الأمثل والأكثر منطقية لتتابع سير مشاهد القصة.

وعرّج الرفاعي إلى اللغة وصيغ كتابة القصة القصيرة، معرفا إياها بأنها حاملة فكرة القصة، ووسيلة نقلها إلى الآخر، والثوب الذي ترتديه الكتابة الأدبية للتواصل مع جمهور القراء، وبقدر ما تكون اللغة سليمة وواضحة وعميقة وموحية وعصرية يكون أثرها وتأثيرها على القراء.

وأوضح أن المدارس النقدية الحديثة تُجمع أنه لا توجد طريقة محددة لكتابة القصة، وبإمكان القاص الكتابة بأي شكل وأي صيغة، ومن أي لحظة زمانية.

كما عرّج إلى عنصر التشويق، بوصفه الأكثر أهمية في تحديد علاقة القارئ بالنص في القصة القصيرة، وبوصف آخر هو ما يربط القارئ ويثير اهتمامه وفضوله في متابعة أحداث القصة، وذلك لمعرفة ما سيؤول إليه الحدث الرئيس فيها.

وتحدّث عن المراجعة وإعادة الكتابة في القصة القصيرة، وهنا أشار إلى أن أغلبية كتّاب العالم والنقاد يتفقون أن المراجعة وإعادة الكتابة هي الطريقة الأمثل لتجويد النص الإبداعي، والتأكد من وصوله إلى حالة الاكتمال الفني، فالكتابة الأولى تكون بمنزلة حالة المخاض الأساسية للانتقال بفكرة العمل السردي من حالة التفكير والخيال إلى حالة الكتابة الملموسة.

وانتقل في حديثه إلى ما يسمى بالكتابة العصرية في القصة القصيرة، فقد ظهر هذا الفن بعناصره الفنية كالراوي والشخصيات والخيال والحبكة واللغة والرسالة التي تطمح القصة إلى إيصالها للمتلقي، ولأن الكتابات السردية كجنس أدبي لصيقة بواقع وقضايا الإنسان، فإنها تلونت بألوان ذلك الواقع وتلك القضايا، وهذا ما جعلها تقدم نفسها بصيغ إبداعية متجددة تتناسب وحدث اللحظة الإنسانية المتغيّر والمتجدد، متخذة من التجريب الفني المحسوب طريقاً لتغيير أشكالها.

وتحدّث الرفاعي عن هاجس النشر الذي دائما يكون حاضراً بقوة لدى معظم الكتّاب، وتحديداً لدى الكاتب الشاب، ودائماً يأتي النشر مقترناً بالشهرة والانتشار، وقد يتعداهما إلى حلم الفوز بجائزة أدبية، وأوضح أن من المفارقة أن هذا الهاجس يبدأ لدى البعض، ليس حينما يكتمل العمل، بل لحظة بداية صياغته، وهو إذ يحمل عنصرا إيجابيا، فإنه قد يكون في حالات كثيرة مصيدة كبيرة للكاتب.

واختتم الرفاعي حديثه بعلاقة الكاتب والناشر التي وصفها بالإنسانية الأدبية التكاملية والتجارية أيضا، وأشار في هذا السياق أن على الكاتب إذا أراد النشر أن يبحث عن ناشر معروف يمتلك دورا للنشر ومتجرا لعرض وبيع الكتب، وله حضوره على ساحة الكتاب المحلية والدولية، بالإضافة إلى التنبه على كل ما يرد في بنود الاتفاق في سياسة النشر والتسويق.

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *