معرض مسقط الدولي للكتاب: قراءة في شعر الكيذاوي
مسقط في 28 فبراير /العُمانية/ أقيمت بجناح النادي الثقافي اليوم قراءة أدبية في شعر الكيذاوي، قدمتها الباحثة خديجة سعد جودة عضوة مركز إحياء التراث الإسلامي بالأزهر الشريف؛ ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28 بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
تطرقت الباحثة في قراءتها إلى تقديم نبذة عن الشاعر العُماني موسى بن حسين بن شوال (الكيذاوي)، معرجة إلى مولده الذي وافق النصف الأخير من القرن العاشر، وفي الربع الأول من القرن الحادي عشر الهجري، في ولاية المضيبي، لكنه لم يستقر بها وانتقل إلى بهلا حيث النباهنة.
وأوضحت أن الكيذاوي عاش في عصر النباهنة الذي وصفته بالمزدهر بالحياة الأدبية والعلمية، ما يدل على الاهتمام بالأدب والعلم والعلماء على مر العصور حتى في أحلك الظروف.
وأشارت إلى أثر البيئة على شخصية الكيذاوي وانعكاس ذلك على شعره، حيث اتسم بالذكاء والفطنة والإلمام باللغة، والمعرفة العامة للعلوم، وهذا كان له أثره الجيد على شعره؛ فاتصف بجزالة اللفظ وحسن اختيار الكلمات ودقتها؛ ومِن ثم نجد أن شعره تهواه الأسماع وتعشقه القلوب، وتتلذذ به الألسنة، ويتصف شعر الكيذاوي ـ حسب تعبيرها ـ بالجزالة والفخامة والرقة والرقي والاستقصاء.
وبيّنت أن الشاعر نوّع في استخدامه للمحسنات البديعية ما بين محسنات معنوية وأخرى لفظية، وتتميز المحسنات المعنوية بأنها تتعلق بالمعاني، والمعاني هي المقصود الأصلي للمتكلم، ومن المحسنات المعنوية التي أكثر الشاعر من استخدامها: الطباق بأنواعه لما له من بلاغة، وتظهر براعة الشاعر وتمكنه من اللغة من خلال ما ذكر في المعجم الشعري، والألفاظ التي أوردها فيه من دلالة معجمية واشتقاقية.
وأكدت في سياق حديثها أن قصائد الكيذاوي في ديوانه بلغت مائتينِ وثلاثًا وأربعينَ قصيدةً، ما بين قصائد في المديح التي كان لها الحظُ الأوفرُ فقد بلغَ عددُها مائتينِ وسبعَ عشرةَ قصيدةً، ويلي غرض المديح في المنزلة من حيث عدد القصائد غرض الرثاء، بخمس عشرة قصيدة، لافتة إلى أن الرثاء عند الكيذاوي يمتاز بجنوحه إلى الخيال الممزوج بدقة اختيار الألفاظ، مع تباين في درجة الألم والفجيعة واللوعة على حسب الشخصية المرثية.
وأوضحت أن الكيذاوي قد نظَم في غرض التهنئة خمس قصائد، وفي العتاب ثلاث قصائد، ونظم في الفخر قصيدتين، وفي الوصف قصيدة واحدة، أما بالنسبة للغزل فقد توزعت أبياته في مقدمة القصائد، غير أن هناك قصيدة واحدة مستقلة في الغزل.