الانتخابات المحلية في تركيا.. إسطنبول في قلب المنافسة بين المرشحين

إسطنبول في 31 مارس/العُمانية/ يتوجه اليوم الأحد أكثر من 61 مليون ناخب داخل تركيا إلى صناديق الاقتراع لاختيار رؤساء البلديات في عموم الولايات والمدن والبلدات التركية في أكثر من 206 آلاف صندوق اقتراع يتنافس فيها 36 حزبا وعشرات المرشحين المستقلين وسيتم الإعلان عن النتائج غير الرسمية في الليلة نفسها.

ويتنافس في هذه الانتخابات المحلية/ التي تجرى مرة كل خمس سنوات وهي الثالثة عشرة منذ انعقادها للمرة الأولى سنة 1963/ حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المواقع وساحات النفوذ لا سيما في المدن الكبرى وأساسا إسطنبول والعاصمة أنقرة.

وتأتي هذه الانتخابات ” المحلية” استكمالًا لمرحلة طويلة من الانتخابات التي شهدتها تركيا منذ العام الماضي وتتنافس فيها الأحزاب السياسية لتحديد المستقبل في تركيا.

يشار إلى أن الانتخابات المحلية التركية التي حصلت في العام 2019 أدت إلى فوز المعارضة، متحالفة في كبرى المدن وأهمها إسطنبول والعاصمة أنقرة، بإجمالي 11 بلدية كبرى. وكانت هذه النتائج غير مسبوقة بعد تولي حزب “العدالة والتنمية” الحكم في تركيا منذ العام 2002.

وفي انتخابات 2019 فاز حزب “العدالة والتنمية” في 15 بلدية كبرى، و24 ولاية، و535 منطقة و202 بلدة، محتلا المرتبة الأولى بمجموع 776 بلدية، فيما فاز حزب الشعب الجمهوري في 11 بلدية كبرى و10 ولايات و195 منطقة، و47 بلدة، بمجموع 263 بلدية. وفاز حزب “الحركة القومية” بمجموع 232 بلدية، و”الحزب الجيد” في 25 بلدية، وحزب “السعادة” في 21 بلدية، وحزب “الشعوب الديمقراطي” في 5 بلديات، إضافة إلى أحزاب أخرى.

وتعمل تركيا على التغلب على التقلبات الاقتصادية منذ ما يقرب من ست سنوات، فخلال حملة الانتخابات المحلية، كانت التعهدات بشأن الانتعاش الاقتصادي مهمة في حشد الدعم.

ويقول المحلل السياسي إبراهيم أباك في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن هذه الانتخابات لا تقل أهمية عن نظيراتها البرلمانية والرئاسية لأسباب عدة، لا سيما وأنها بمثابة معركة استعادة إسطنبول بالنسبة للحزب الحاكم وخاصة زعيمه الرئيس أردوغان الذي بدأ طريقه السياسي من تلك المدينة.

وأضاف” كما تنبع أهمية هذه الانتخابات من أن نتائجها أصبحت مؤشرا، وأحيانا كثيرة محددا للانتخابات العامة”.

وأمام هذه الأهمية، عمل حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية على اختيار اسم مرشحه لإسطنبول “مراد كوروم -نائب برلماني حالي” بشكل دقيق، ووفق دراسات معمقة، فشخصية المرشح وسيرته الذاتية مهمة ومهمة جدا.

وفي المقابل فإن المنافس الرئيس لرئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو على رئاسة بلدية المدينة هو مراد كوروم من حزب “العدالة والتنمية” وهو وزير سابق. وتمنح استطلاعات الرأي إمام أوغلو تقدّما طفيفًا على منافسه.

أما في العاصمة أنقرة وفقا لاستطلاعات الرأي فيتقدم رئيس بلدية أنقرة الحالي منصور يافاش، وهو رئيس حي سابق في أنقرة، بشكل مريح على منافس حزب “العدالة والتنمية” تورجوت ألتينوك، وهو رئيس حي سابق آخر.

ويمكن القول إن الانتخابات المحلية الحالية ستكون هناك مليئة بكثير من المفاجآت، خاصة بعد تشتت أصوات الناخبين وتراجع التحالفات السياسية. فكل هذه الأمور تجعل من الصعب جدا تخمين الفائز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *