ظاهرة فلكية حول النجوم والكواكب تحت مجهر العلماء
سان فرانسيسكو في أول أبريل /العُمانية/ توصل فريق علمي مهتم بدراسة النجوم والأجرام الفلكية إلى دلائل تثبت أن واحدا من كل 12 نجما في هذا الكون سبق له ابتلاع كوكب أو أكثر أو حتى أجزاء من كواكب.
ودرس الفريق الدولي من معهد أبحاث “أسترو 3 دي” في أستراليا، المتخصص في الفيزياء الفلكية، ظاهرة النجوم التوائم، ويقصد بها النجوم التي ترتبط ببعضها بفعل عوامل الجاذبية وتدور في مدارات واسعة حول بعضها، عندما رصد بعض الاختلافات في التركيب الكيميائي لهذه التوائم.
ووفقا للنظريات العلمية، تتكون النجوم التوائم من نفس السحب الكونية، وبالتالي فإن تركيبها لابد أن يكون متطابقا، ولكن الفريق البحثي وجد اختلافًا كيميائيًّا لدى 8 % من تلك التوائم التي تم إخضاعها للدراسة. وتعود أسباب هذا الاختلاف إلى أن أحد النجمين التوأمين سبق له التهام كوكب أو أكثر أو حتى أجزاء من كواكب، مما أدى إلى اختلاف تركيبته الكيميائية عن توأمه الملاصق له بحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nature .
وقال الباحث فان ليو من جامعة موناش بأستراليا ورئيس فريق الدراسة: “لقد نظرنا إلى النجوم التوائم التي تتحرك سويا، فهي تتولد عن سحب جزيئية، وبالتالي لابد أن تكون متطابقة، ولكن بفضل القدرات التحليلية عالية الدقة، استطعنا أن نرصد اختلافات كيميائية في تركيب هذه التوائم”.
وأضاف أن “هذا الاختلاف يعطي دليلًا قويًّا على أن أحد النجمين ابتلع كواكب أو قطع حطام كوكبية مما أدى إلى تغير تركيبته”.
ووضح فان ليو أن قيام النجم بابتلاع كوكب بأكمله هو السيناريو الأرجح، ولكن لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون هذه النجوم قد التهمت أجزاء من الأقراص الكوكبية الدوارة التي تحيط بالنجوم وهي لا تزال في طور الشباب، وهي اسطوانات من الغازات الكثيفة والغبار التي تحيط بالنجوم حديثة التكوين.
ووجد الباحثون أن هذه الظاهرة العلمية تكرّرت في 8% من بين 91 زوجا من النجوم التي تم إخضاعها للدراسة، ولكن الأمر اللافت في هذا الاكتشاف أن تلك النجوم لا تزال في طور الشباب، وليست من النجوم التي اقتربت من طور الأفول الذي يعرف باسم العملاق الأحمر.
وأكد الفريق البحثي على أن هذه النتائج تنطوي على تداعيات واسعة النطاق لتقييم الأنظمة الشمسية على المدى الطويل، موضحا أنه خلال أول 100 مليون عام من تكوّن أي نظام نجمي، قد تحدث حوادث متفرقة تتعلق بابتلاع النجوم للكواكب، فخلال تلك الفترة، كثيرا ما تلتهم النجوم المركزية الكواكب المحيطة بها. غير أن هذه النوعية من الحوادث قد يتعذر رصد تأثيرها بعد مرور عدة مليارات من السنين، وبالتالي فإن التغيرات في التركيب الكيميائي للنجوم ربما يكون بسبب حوادث لاحقة في دورة حياة تلك النجوم.