مجلسُ عُمان يشارك في أعمال المؤتمر الـ 6 للبرلمان العربي بالقاهرة

القاهرة في ٢٧ أبريل /العُمانية/ شارك مجلس عُمان في أعمال المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية تحت شعار “رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي” بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.وناقش المؤتمر مشروع الوثيقة التي أعدّها البرلمان العربي واللجان التحضيرية بشأن الرؤية البرلمانية العربية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي، والفرص والتحديات المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية.

وتناولت الوثيقة ثلاثة محاور تضمن الأول المكاسب والمزايا التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والعسكرية، والتحديات والتهديدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي فيما تناول المحور الثاني الجهود التي تقوم بها الدول العربية للحاق بالسباق العالمي في الاستفادة من مميزات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الثالث فركز على التوصيات التي يمكن أن تشكل عناصر لبلورة رؤية برلمانية عربية موحدة من أجل تحقيق التوظيف الآمن لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية.

وبحث المؤتمر الدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون العرب في حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء إطار قانوني وتنظيمي يضمن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل مسؤول وآمن في مختلف المجالات، وعلى نحو يراعي خصوصية وثقافة وأخلاق المجتمعات العربية.

وأكد سعادةُ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى في كلمته على أهمية الذكاء الاصطناعي بصفته أبرز مخرجات الثورة الرابعة في عصر مليء بالتغيّرات المتسارعة؛ مضيفًا أن أنظمته تتطور بسرعة هائلة، مما يؤدي إلى تغيّر طريقة ممارساتنا اليومية، ويتميّز بقدرته على تحليل كمية كبيرة من البيانات، وتوفير حلول مبتكرة للمشاكل التي يواجهها العالم الحديث، ويمكن استخدامه في مختلف المجالات مثل الطب، التعليم، الهندسة، الصناعة.

وقال سعادتُه إنه من الضروري بناء إطار تنظيمي يعزّز الاستخدام الإيجابي والآمن لأنظمته في الدول العربية، موضحا أن الذكاء الاصطناعي يأخذ دورًا محوريًّا في الاقتصاد العالمي، ويعد محركًا أساسيًّا للنمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية؛ ومع تطور التكنولوجيا والرغبة في الاستفادة منه زادت براءات الاختراع في مختلف مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي باعتباره منطلقًا نحو المستقبل لتنمية بشرية مستدامة، فإن الواجب يتطلب لفت الانتباه، والإشارة إلى أن له استخدامات قد تؤدي إلى زوال التنمية، والقضاء على البشرية. وليس أدل على هذا القول مما تقوم به قوى الاحتلال الغاشم في أرض غزة وفلسطين بعد أكثر من مئتي يوم من الدمار الشامل من إبادة جماعية، ومشاهد مروّعة، فأعداد الشهداء تجاوزت الثلاثين ألف شهيد، والجرحى يزيدون على سبعين ألفًا، ومما يُندى له الجبين أن يكون أكثر هؤلاء الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء والشيوخ.

وختم سعادةُ رئيس مجلس الشورى حديثه قائلا: إن ما يحدث في غزة والضفة وفلسطين عامة لا ينفع معه الشجب والاستنكار، نحن بحاجة ماسّة لمواقف واضحة تتسق مع عظم الأحداث والكوارث، وتتناسب مع حجم المأساة، وتبقى مواقف للتاريخ الذي سيذكر العجز المعَيب، والسكوت غير المبرر تجاه ما يحدث لأهلنا في غزة، فنحن بحاجة إلى حراك من كل الشرفاء في هذا العالم المزدوج المعايير.

من جانبه قال سـالـم بن مسلم بن علي قطن نـائب رئيـس مـجـلس الـدولـة في كلمته إن نهج وسعي سلطنة عُمان يقوم على دعم ومساندة كل أشكال التعاون والتضامن في مختلف القضايا العربية مما يعَد انعكاسًا لرؤية القيادة في مساندة الجهود العربية للنهوض بالعمل المشترك خدمة لأمن واستقرار الدول العربية.

وأكد على أن سلطنة عُمان تسعى إلى مدّ جسور التعاون وتطوير علاقاتها مع مختلف الدول والشعوب، بما يمكّن من تنسيق المواقف العربية ويعززها في المحافل الدولية لتوحيد الجهود الرامية لنصرة قضايا الأمة العربية.

وأضاف أن هذا المؤتمر يحمل في مضمونه التوظيف الآمن لما يسمى بالذكاء الاصطناعي وهو عنصر مهم يصب في مصلحة أمن الوطن العربي. لما لهذا التقدم التقني والتكنولوجي في العالم من انعكاسات مختلفة منها الإيجابي ومنها ما يتطلب منا الاستعداد لمواجهته بالأدوات ذاتها.

وقال إنّ سلطنة عُمان تؤكد على موقفها الراسخ في دعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الحياة، وبما يكفل له الحرية والكرامة وتقرير المصير. مشيرًا إلى ضرورة الوقوف الصادق مع النفس، ومع الضمير الإنساني الحر، في الدعوة إلى كبح العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني وفتح الممرات الإنسانية وتسهيلها، لدخول جميع الاحتياجات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه.

ووضح أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة إنسانية شنيعة، وإن عدم اتخاذ إجراء حاسم لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، تمثل ذلك في تشريد وتهجير الأبرياء من الناس، وقتل الأطفال والنساء والرجال العزّل، وهدم المساكن ودور العبادة، والمنشآت، والمدارس والمستشفيات، وقطع الخدمات وحرمان السكان من الماء والغذاء، والوقود والدواء، وفرض الحصار الخانق واللا مشروع على قطاع غزة.

وأكد على أن سلطنة عمان تسعى دائما إلى خدمة قضايا الأمن والسِّلم، إيمانًا منّها بأننا جزء لا يتجزّأ من هذا العالم المترابط، وتشارك مع الشعوب في مختلف المجالات ذات الحياة الآمنة. مشيرا إلى أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، يكمن في العمل السياسي الهادف إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، تطبيقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وبما يكفل تحقيق العدالة والأمن والسلام للجميع.

وكان مجلسُ عُمان قد شارك في أعمال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر التي ناقشت عدة موضوعات تتعلق بحوكمة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، تضمنت إقرار بنية تشريعية متطوّرة لوضع ضوابط استخدامات الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات وخطط وطنية لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر للتقييم المستمر لمخاطر الذكاء الاصطناعي.

كما ناقشت الاجتماعات التحضيرية ترشيد الوعي المجتمعي بشأن تحديات ومخاطر الذكاء الاصطناعي، ومراعاة خصوصية وثقافة وأخلاق المجتمعات العربية، وتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية وتوظيفه في العمل البرلمان العربي، والمشاركة الدولية للتوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي.

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *