جهود دولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن

غزة في 2 يونيو /العُمانية/ ما تزال الجهود الدولية مستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، حيث دعا الوسطاء القطري والمصري والأمريكي إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) بيانًا مشتركًا للوسطاء الثلاثة جاء فيه “دعت كل من دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية مجتمعة، بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، كلًّا من المقاومة الفلسطينية وإسرائيل لإبرام اتفاق حسب الاقتراحات التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأضاف الوسطاء الثلاثة أنّ “هذه الاقتراحات تجمع مطالب جميع الأطراف معًا في صفقة تخدم المصالح المتعددة، ومن شأنها أن تنهي بشكل فوري المعاناة الطويلة لكل سكان غزة، وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم”. وتابعوا أنّ “هذا الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة”.

وتزامن صدور البيان مع اتصالين هاتفيين أجراهما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظيريه القطري والمصري.

وأشار بلينكن في اتصاله مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى أهمية قبول الاتفاق.

كما تحدث بلينكن مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حول الاقتراح المطروح، وفق بيان للخارجية الأمريكية.

ويتألف هذا المقترح “الشامل” من ثلاث مراحل وتمتد مرحلتاه الأولى والثانية لـ 12 أسبوعًا.

وأوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ 6 أسابيع تتضمّن “وقفًا كاملًا وتامًّا لإطلاق النار، وانسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلي من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيّين”.

وسيتيح الاتفاق للفلسطينيين العودة إلى “منازلهم وأحيائهم” في مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.

وتزامنًا، ستتم زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع ورفعها إلى حمولة 600 شاحنة يوميًّا، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.

وبموجب المرحلة الثانية التي تمتد لستة أسابيع كذلك، سينسحب الجنود الإسرائيليون بالكامل من قطاع غزة. في المقابل، ستعمل المقاومة الفلسطينية على إطلاق سراح “جميع الرهائن الأحياء الباقين” بمن فيهم الجنود، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع المقاومة في مراحل التفاوض السابقة.

وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بقبول مقترح وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن، مع تخوّف من أن يتنصل منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

بدوره، قال “منتدى عائلات الرهائن والمفقودين” في بيان: “في ضوء خطاب الرئيس بايدن، سنطالب الحكومة الإسرائيلية بالموافقة الفورية على (اتفاق إطلاق سراح الرهائن) وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن دفعة واحدة”.

من جهتها، قالت المقاومة الفلسطينية إنها “تنظر بإيجابية” إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأمريكي “من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.

واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين فجر اليوم في قصف بطائرات الاحتلال والمدفعية الإسرائيلية، تركز على مدينتي غزة ورفح.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا بمنطقة ساحة الشوا في حي الدرج شرقي مدينة غزة، بينما استهدفت أخرى منزلًا لعائلة خليفة بالبلدة القديمة، وطال قصف مدفعي محيط الكلية الجامعية بحي الصبرة جنوب المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع، استهدفت غارات إسرائيلية حي البرازيل جنوب المدينة، ما تسبب في إصابة فلسطينيين وتدمير عدة منازل.

وفي وقت سابق، طال قصف مدفعي إسرائيلي حي الزيتون، وبلدة المغراقة والزهراء شمال مخيم النصيرات في غضون ذلك، أطلق الاحتلال قنابل دخانية وصوتية بالتزامن مع قصف مدفعي غرب مدينة رفح.

وكانت مصادر طبية قد أعلنت، أمس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 36.379، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 82.407 منذ بدء العدوان الإسرائيلي، في حين ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، مشيرة إلى ارتكاب قوات الاحتلال 5 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 95 فلسطينيًّا، وإصابة 350 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي تطور جديد، استشهد فلسطيني وأصيب آخر، اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب أريحا في الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال، اقتحمت المخيم، وأطلقت النار على طفلين.

وأضاف، أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى المصابين وتقديم الإسعافات اللازمة لهما، قبل اعتقالهما.

وفي وقت لاحق، أعلن الهلال الأحمر، أن طواقمه تسلمت من قوات الاحتلال جثمان الشهيد على أحد الحواجز العسكرية جنوب المدينة، فيما بقي المصاب الآخر محتجزًا لدى الاحتلال ولا تتوفر معلومات عن حالته الصحية.

في سياق متصل، أصيب 3 فلسطينيين برضوض، بعد اعتداء عدد من المستوطنين عليهم بالضرب في مسافر يطا جنوب الخليل.

وقالت مصادر محلية، إن عددًا من المستوطنين قاموا بالاعتداء بالضرب على 3 فلسطينيين ومنعتهم من التواجد والعمل في أراضيهم بمنطقة خلة الضبع القريبة من مستعمرة أفيجال المقامة عنوة على أراضي الفلسطينيين.

في غضون ذلك ـ اقتحمت قوات الاحتلال، قرية بيتين شرق مدينة رام الله.

وأفادت مصادر فلسطينية، بأن قوة راجلة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميًّا، حملات مداهمة واقتحامات من قِبل قوات الاحتلال والمستوطنين، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص، وقد زادت وتيرتها بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

واشتدّت الضغوط بعد أن استعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثث 7 رهائن من قطاع غزة الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *