مؤشرات حول استعداد دولة الاحتلال الإسرائيلي لإبرام اتفاق هدنة في غزة

عواصم في 4 يونيو /العُمانية/ أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، إن إسرائيل أبدت استعدادها للموافقة على “اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن” الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب واشنطن تايمز.

وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي رغم الشكوك المتزايدة بشأن الخطة التي وصفها بايدن بأنها مبادرة إسرائيلية لكنها لقيت ردود فعل متباينة من حكومة نتنياهو.

وقال خلال منتدى التأثير العالمي (غلوبل امبكت فوروم) في واشنطن “لقد رأينا مجددا استعدادا من إسرائيل في نهاية الأسبوع للمضي قدما وإبرام اتفاق”.

وقال ساليفان الذي قام بسلسلة من الزيارات إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في غزة، إن الاتفاق سيكون “أفضل شيء” لسكان غزة وإسرائيل والولايات المتحدة.

في السياق ذاته وزعت الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع قرار على عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن خطة الرئيس الأمريكي، جوزف بايدن لوقف الحرب على غزة.

وحسب مشروع القرار فان مجلس الأمن “يرحب بالاتفاق الجديد الذي تم الإعلان عنه في 31 مايو، ويدعو المقاومة الفلسطينية إلى قبوله.

وتنص الفقرة الثانية من مشروع القرار على أن المجلس “يلحظ أن التنفيذ السريع لهذا الاتفاق سيمكن من وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة”.

ويؤكد مشروع القرار في الفقرة الثالثة على “أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه، لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، ويدعو جميع الدول الأعضاء والأمم المتحدة إلى دعم تنفيذه”.

وتنص الفقرة الرابعة على أن المجلس “يكرر التزامه الثابت برؤية حل الدولتين حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ويشدد في هذا الصدد على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية”.

وفي ديباجة مشروع القرار، فإن المجلس سيؤكد على “أهمية الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف الأعمال العدائية في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة توفير وتوزيع المساعدات الإنسانية الإضافية”.

وفي الشأن الفلسطيني قالت محكمة العدل الدولية إن دولة فلسطين أودعت لدى المحكمة طلبًا للحصول على إذن بالتدخل وإعلان التدخل في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة والتي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ووضحت المحكمة في بيان صحفي أنه عملا بقرار مجلس الأمن رقم 9 (1946)، أودعت فلسطين لدى قلم المحكمة، إعلان قبول “بأثر فوري اختصاص محكمة العدل الدولية في تسوية جميع النزاعات التي قد تنشأ أو التي نشأت بالفعل والتي تغطيها المادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، التي انضمت إليها دولة فلسطين في 2 إبريل 2014. وأشارت المحكمة إلى أن فلسطين استشهدت في طلبها بالتدخل بالمادتين 62 و63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية.

وتنص المادة 62 من النظام الأساسي للمحكمة، من بين أمور أخرى، على أنه “إذا رأت إحدى الدول، أن لها مصلحة ذات صفة قانونية يؤثر فيها الحكم في القضية جاز لها أن تقدم للمحكمة طلبا بالتدخل” فيما تنص المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة، من بين أمور أخرى، على أنه “يحق لكل دولة تخطر على الوجه المتقدم أن تتدخل في الدعوى فإذا هي استعملت هذا الحق كان التأويل الذي يقضي به الحكم ملزما لها أيضا”.

واُستشهد فلسطينيان اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن قوات الاحتلال فتحت نيرانها على مركبة فلسطينية، كان بداخلها شابان، على المدخل الغربي لمدينة طولكرم، مما أدى إلى استشهادهما على الفور، ليرتفع بذلك عدد شهداء الضفة الغربية في أقل من 24 ساعة إلى أربعة شهداء.

في سياق متصل، نفّذت قوات الاحتلال عمليات اقتحام واسعة لقرى في نابلس والخليل وقلقيلية بالضفة الغربية واعتقلت العديد من الفلسطينيين.

ورسم مدير مكتب الشؤون الإنسانية في فلسطين المحتلة (اوتشا)، أندريا دي دومينيكو، الليلة الماضية، ما حصل ويحصل في غزة ورفح بأنه كارثة إنسانية صادمة لا يمكن التعافي منها.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن الغارات الجوية التي أصابت خياما للنازحين في 26 مايو الماضي والنيران الناتجة عنها أدت إلى مقتل العديد من المدنيين.

ونقل دومينيكو ما وصفه له مدير أحد المستشفيات الميدانية في منطقة المواصي، “عن إحدى الحالات لرجل كان لا يزال يحتضن ابنته وقد احترقت وانصهرت جثتاهما بفعل النيران، وحاول كادر المستشفى فصل الجثتين، لكنه لم يستطع”، وتابع “كانت الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي كسر عظامهما، لكن رفض القيام بذلك، وقرر تركهما معا في هذا العناق الأخير والأبدي”.

وقال “هذه بالنسبة لي هي صورة الصدمة الجماعية وصورة العنف التي ستظل في ذاكرة الناس إلى الأبد”، مضيفا “لا أفهم كيف سيتعافى الأطفال من هذا الوضع الذي لا يمكن تصوره والذي يصعب وصفه، والتكلفة، والصدمة التي يتعين عليهم أن يمروا بها”.

وأكد على أن بعض الأشياء التي رآها وسمعها خلال زيارته الأخيرة لغزة، والتي استمرت ثلاثة أسابيع، ستظل محفورة في ذاكرته، مضيفا أن المساحة المتاحة لأهالي غزة للتنقل أصبحت محدودة ومزدحمة أكثر فأكثر”.

وأشار دومينيكو إلى أن النزوح مستمر باتجاه المنطقة الوسطى من قطاع غزة، حيث فر من رفح بالفعل ما يقرب من مليون شخص، من بينهم 20 ألف امرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *