مخطوطاتٌ تعود إلى 228 عامًا بمكتبة “رشيد أفندي” التركية
إسطنبول في 30 ديسمبر/إشراق / تزخر مدينة إسطنبول بعدد كبير من المكتبات التي تحتفظ بالمخطوطات القديمة، كما تتوزع مكتبات كثيرة أخرى في مدن مختلفة من أنحاء تركيا. وأغلب هذه المكتبات أُنشئت في العهد العُثماني وتم الحفاظ عليها بعناية حتى اليوم.ومن بين هذه المكتبات التاريخيّة، مكتبة “رشيد أفندي” للمخطوطات في ولاية قيصري وسط تركيا التي احتفظت بالعديد من الوثائق المكتوبة في أرشيفها منذ تأسيسها في سبعينات القرن التاسع عشر.وبحسب القائمين على المكتبة فقد حوت مخطوطات فريدة وحفظتها في وحدات تخزين خاصة لأكثر من 228 عامًا.ويقول أستاذ التاريخ في جامعة قيصري فاتح أرسلان في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن التّنافس في جمع المخطوطات وإنشاء المكتبات بهذا العدد الكبير في تركيا كان مبعثه رغبة سلاطين آل عثمان والوزراء ومشايخ الإسلام والوجهاء أن يكون لإسطنبول وباقي المدن التركية تلك المكانة التي كانت لدمشق عاصمة الأمويين وبغداد عاصمة العباسيين ومصر عاصمة الفاطميين والأيوبيين والمماليك.وأشار إلى أن المكتبة التاريخية تحتوي حاليًّا على 8520 وثيقة تاريخيّة، بما في ذلك 2052 مخطوطة في أرشيفها.كما تحتوي المكتبة على أعمال مكتوبة حول موضوعات متعدّدة مثل الدّين والأدب والتاريخ والجغرافيا باللغتين العربية والفارسية، وبفضل مخطوطاتها الفريدة، تعدّ المكتبة مصدرًا قيّمًا لطلاب الجامعات والأكاديميين والباحثين.
ويتم حفظ المخطوطات التاريخيّة في وحدات تخزين خاصة لتجنب الرطوبة والتآكل وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الوحدات، التي تم إنتاجها من شجرة “التربنتين” الخاصة في أواخر سبعينات القرن التاسع عشر، بإمكانها أن تحمي الوثائق من الحشرات أيضا، ويتم التحكم في درجة حرارة مبنى المكتبة ونسبة الرطوبة فيه بدقّة بواسطة مكيّفات الهواء.