كتاب الجيل القلق.. من طفولة “اللعب” إلى طفولة “الهاتف”

مسقط في 9 يوليو /العمانية /في كتابه “الجيل القلق”، يعرض عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت الحقائق حول وباء الأمراض العقلية لدى المراهقين الذي ضرب العديد من البلدان. ويبحث في طبيعة الطفولة، بما في ذلك سبب احتياج الأطفال إلى اللعب والاستكشاف المستقل حتى ينضجوا ويصبحوا بالغين أكفاء ومزدهرين.

يوضح هايدت في كتابه، الذي احتل المرتبة الثانية للكتب غير الروائية في قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعا هذا الأسبوع، كيف بدأت “الطفولة القائمة على اللعب” في التدهور في الثمانينيات، وكيف تم القضاء عليها أخيرًا بوصول “الطفولة القائمة على الهاتف” في أوائل عام 2010. ويعرض أكثر من اثنتي عشرة آلية يمكن من خلالها تحقيق هذا الأمر، منبهًا إلى أن “التجديد الكبير للطفولة” يتدخل في النمو الاجتماعي والعصبي للأطفال، حيث غطّى كلَّ شيء بدءًا من الحرمان من النوم وحتى تشتت الانتباه، والإدمان، والشعور بالوحدة، والعدوى الاجتماعية، والمقارنة الاجتماعية، والكمال. وهو يشرح لماذا تضر وسائل التواصل الاجتماعي بالفتيات أكثر من الأولاد، ولماذا انسحبوا من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، مما كان له عواقب وخيمة على أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم.

والأهم من ذلك، أن هايدت يصدر دعوة واضحة للعمل. وهو يشخّص “مشاكل العمل الجماعي” التي تحاصرنا، ثم يقترح أربع قواعد بسيطة قد تحررنا.

الكتاب مقسّم إلى أربعة أجزاء: الجزء الأول: الموجة العارمة، ويعرض الإحصائيات الأساسية عن الصحة النفسية للشباب.

و الجزء الثاني: تراجع الطفولة القائمة على اللعب، و فيه يناقش طبيعة الطفولة وكيف أفسدناها بحرمان الأطفال من اللعب والقدوة، وإتلاف أنظمة التعلق، ومحو أي مسار واضح من الطفولة إلى البلوغ.

والجزء الثالث يتناول: نشأة الطفولة المعتمدة على الهاتف، وهنا يتحدث عن الأضرار الناجمة عن الطفولة الجديدة المعتمدة على الهاتف، حيث يخصص فصلاً عن أضرار البنات، وفصلاً عن أضرار الأولاد، وفصلاً عن “التأثير الروحي” و “التدهور” الذي يحدث لنا جميعًا – بما في ذلك البالغين – في حياتنا الجديدة القائمة على الهاتف.

والجزء الأخير: الإجراءات الجماعية من أجل طفولة أفضل، وفي هذا الجزء يشرح ما يجب علينا القيام به لعكس الضرر. ويشرح كيف يقع الآباء والمدرسة والحكومات وشركات التكنولوجيا والشباب في شرك “مشاكل العمل الجماعي” وكيف يمكن حل هذه المشاكل عندما ينظم الأفراد ويتصرفون معًا.

وباعتباره والدًا لطفلين من المراهقين؛ بذل المؤلف جهدًا كبيرًا لتقديم النصائح المفيدة للآباء الآخرين. ومن أهم اقتراحاته: منح الأطفال المزيد من الوقت للعب مع الأطفال الآخرين، ومن الأفضل أن تكون هذه في الهواء الطلق في مجموعات عمرية مختلطة، مع إشراف ضئيل أو معدوم من البالغين (وهي الطريقة التي نشأ بها معظم الآباء، على الأقل حتى الثمانينيات). والبحث عن المزيد من الطرق لدمج الأطفال في مجتمعات العالم الحقيقي المستقرة. ويوصي المؤلف الآباء أيضا بعدم إعطاء الطفل الهاتف الذكي كأول هاتف، بل عليهم بالتدرج بهاتف أو ساعة مخصصة للاتصالات فقط، وليس لتطبيقات الإنترنت، ولا يعطى الهاتف الذكي إلا في المدرسة الثانوية، وتأخير فتح الحسابات على جميع منصات التواصل الاجتماعي تقريبًا حتى بداية الدراسة الثانوية (على الأقل).

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *