تحذير أممي من استمرار العنف شرق الكونغو الديمقراطية

نيويورك في 28 يناير /إشراق/ حذّر منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية “برونو لوماركي”، من أن استمرار العنف في مدينة “جوما” في الكونغو الديمقراطية يفاقم إحدى أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدا وخطورة عرفتها البشرية.

وأعرب “لوماركي” ـ بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ـ عن قلقه الشديد بشأن الوضع الإنساني في مدينة جوما في الجزء الشرقي من الكونغو – والتي اجتاحتها حركة 23 مارس – مضيفا أن جميع أحيائها أصبحت “مناطق نشطة للقتال” وتم توجيه نيران المدفعية الثقيلة إلى وسط المدينة، مما أجبر مئات الآلاف من السكان على الفرار من العنف بالمدينة – التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص – والمناطق المحيطة بها التي كانت تستضيف 700 ألف نازح داخلي يعيشون في ظروف مزرية.

وقال إن مواقع النزوح حول المدينة “أُفرغت تمامًا” حيث اتجه الناس إلى داخل المدينة بعد أن نفدت منهم خيارات الفرار من العنف، مضيفا أن المستشفيات في المدينة تكافح لإدارة تدفق الجرحى، على الرغم من الدعم الذي تتلقاه من منظمة “أطباء بلا حدود” واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشار إلى أن الخدمات الأساسية أصبحت في وضع حرج، مع تقييد إمدادات المياه والكهرباء وانقطاع خدمة الإنترنت.

وأشار “لوماركي” إلى أنه بينما تم نقل الموظفين الأمميين غير الأساسيين إلى خارج جوما، لا يزال الموظفون الإنسانيون الأساسيون في المدينة يعملون “في ظل ظروف صعبة للغاية لتقديم المساعدة المنقذة للحياة”، حيث المرافق الإنسانية تعرضت للنهب ونيران المدفعية الثقيلة.

ودعا جميع الأطراف إلى الاتفاق على فترات توقف إنسانية مؤقتة في المناطق الأكثر تضررا وإنشاء ممرات إنسانية لضمان استئناف الأنشطة الإنسانية على نطاق واسع. والأهم من ذلك، تسهيل الإجلاء الآمن للأفراد الجرحى والمدنيين المحاصرين في مناطق القتال.

كما دعا منسق الشؤون الإنسانية الأطراف إلى استعادة الظروف اللازمة لإعادة فتح مطار غوما بشكل آمن وإبقاء الحدود مفتوحة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في غوما لتمكين الفارين من العنف من البحث عن ملجأ بعيد عن مناطق القتال.

وحث المجتمع الدولي على تكثيف مشاركته “لمنع إراقة الدماء ودعم الاستجابة الإنسانية”، وأضاف: “يجب أن نتحرك الآن لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح وتخفيف معاناة سكان جوما”.

من جانبه، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام “جان بيير لاكروا” إلى أن تقدم متمردي حركة 23 مارس يشير إلى “تحول في ميزان القوى”، إلا أنه شدد على أن الوضع لا يزال متقلبا وخطيرا مع استمرار القتال وما له من “آثار مدمرة على السكان المدنيين”. وقال إن قوات حفظ السلام الأممية من بعثة مونوسكو لا تزال في مواقعها في الميدان، مضيفا أن ثلاثة من جنودها قتلوا في المعارك وأصيب 12 آخرون.

وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) تواصل الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين “بأفضل ما في وسعها، وهذا يشمل المقاتلين غير المسلحين بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني”، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من المدنيين والمقاتلين غير المسلحين حاليا في مختلف مباني البعثة.

وقال “لاكروا” إن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بدعم مبادرات السلام الإقليمية الجارية، وتواصل العمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

محمود السعيدي

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *