20 شهيدًا فلسطينيًّا إثر قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب غزة

غزة في 23 مارس /إشراق/ بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين جراء قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على جنوب قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 20 شهيدًا.
كما حذر مركز حقوقي فلسطيني من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة 2,3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، يعيشون واقعا مروعا يحكم عليهم فيه بالموت البطيء، عبر تعطيشهم وحرمانهم بشكل ممنهج من مصادر المياه النظيفة والآمنة.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استخدام التعطيش وقطع المياه كجزء من جريمة الإبادة الجماعية، حيث تعرضت البنى الأساسية المائية، ومرافق تحلية المياه معالجة الصرف الصحي لتدمير هائل نتيجة الهجوم العسكري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 17 شهرا.
ووضح أن قوات الاحتلال تواصل استعمال سياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين في قطاع غزة بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها، وقطع إمدادات الطاقة والوقود عن مرافق المياه تماديا في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين التي تهدف إلى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، واستئصال الوجود الفلسطيني منه.
وأفاد بأنه على مدار شهور الهجوم العسكري الإسرائيلي، استخدمت قوات الاحتلال التعطيش، وقطع إمدادات المياه كأسلحة حربية وأساليب للعقاب الجماعي.
وشدد على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بتوظيف هذه الأساليب، يأتي في سياق تعمده فرض ظروف معيشية يراد بها تدمير السكان وإبادتهم، الأمر الذي يعد بمثابة جريمة مزدوجة بانتهاكها لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ولنظام روما الأساسي.
وأفاد بأنه وفقًا لمتابعاته الميدانية، فإن مناطق واسعة من قطاع غزة باتت خالية من المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي، بفعل الدمار واسع النطاق الذي نجم عن الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للبنية الأساسية المائية التي تضم منشآت تحلية المياه الرئيسة ومحطات معالجة الصرف الصحي وخزانات المياه وشبكات التوزيع وخطوط الصرف الصحي خلال عدوانها العسكري بفعل قطع إمدادات الوقود والطاقة عنها، ومنع دخول معدات الصيانة وقطع الغيار الخاصة بهذه المرافق.
وبين أن ذلك حدّ من قدرة هذه المرافق على إنتاج المياه المأمونة والصالحة للاستخدام، وترك الفلسطينيين حتى الآن يعتمدون على حصص شحيحة جدا وملوثة من المياه. عدا عن ذلك فإن أكثر من 97% من مياه الخزانات الجوفية في الحوض الساحلي تعد غير صالحة للاستهلاك بسبب ارتفاع معدلات التلوث والملوحة فيها، نتيجة للسدود والمصائد المائية التي أقامتها إسرائيل على طول الحدود لمنع تغذية خزانات المياه الجوفية في قطاع غزة.
وأكد المركز الحقوقي على أنه في الوقت الحالي، تزداد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تفاقما جراء معاودة إسرائيل عدوانها في قطاع غزة على نطاق واسع والتهرب من الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وطالب المركز الحقوقي، المقرر الخاص المعني بالحق في المياه وخدمات الصرف الصحي بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة بيئيًّا بفعل انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي التي تسببت في انتشار الأمراض المعدية والأوبئة نتيجة التدمير الإسرائيلي الممنهج لهذه الهياكل الحيوية.
كما طالب بالضغط على إسرائيل من أجل فتح معابر قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، وتوفير الإمدادات ومواد الإصلاح اللازمة لصيانة وإعادة بناء البنية الأساسية للمياه ومرافق الصرف الصحي.
وشن العدوان الإسرائيلي حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، دمر فيها البنية الأساسية، وقضى على المنشآت الاقتصادية والتجارية والصناعية، والمؤسسات الحكومية والمجتمعية، وأدى عدوانه المتواصل إلى استشهاد نحو 49747 فلسطينيًّا، وإصابة 113213 آخرين، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة بغزة.
ومن جانب آخر صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على مدينة /طولكرم/ ومخيميها، بمزيد من عمليات الاعتقالات والإخلاء القسري للفلسطينيين والاقتحامات وتدمير البنية الأساسية.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال أجبرت عشرات الفلسطينيين في مخيم /طولكرم/ على إخلاء منازلهم في الحي الشرقي من المدينة، واستولت على منازل الفلسطينيين وحولتها إلى ثكنات عسكرية بعد منح سكانها مهلة قصيرة للمغادرة.
وأشارت إلى أن جرافات الاحتلال نفذت عمليات تجريف واسعة في شوارع بالمخيم، وأحدثت تدميرًا إضافيًّا في البنية الأساسية، وأغلقت الأزقة والمداخل بالركام والسواتر الترابية، في وقت سمعت فيه أصوات انفجارات داخل المخيم.
وفي مخيم /نور شمس/، احتجز جيش الاحتلال عددًا من الفلسطينيين وأحرق منزلا في حارة المنشية، ضمن سياسة التدمير الممنهج، التي ينفذها في المخيم.
وفي ضاحية اكتابا بمدينة /طولكرم/ ، دمرت جرافات الاحتلال البنية الأساسية في منطقة إسكان الموظفين المقابلة لمخيم /نور شمس/.
وفي السياق ذاته، كثفت قوات الاحتلال من انتشارها على شارع نابلس بمدينة /طولكرم/، وأغلقت أجزاء منه بالسواتر الترابية، واستولت على عدد من العمارات السكنية في الحي الشمالي وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة /طولكرم/ ومخيمها لليوم الـ55 على التوالي، ولليوم الـ42 على مخيم /نور شمس/ مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتهجير آلاف السكان وتدمير البنية الأساسية.