“باريس التي عشت”.. يوميات عيسى مخلوف في “عاصمة الأنوار”

بيروت، في 24 مارس/ إشراق/يرصد الكاتب والشاعر اللبناني عيسى مخلوف في كتابه “باريس التي عشتُ”، حركة المدينة وحياتها الثقافية، بل وتَغَيُّر المعنى الثقافي في العالم، كما يتوقف عند تجارب عدد من الأدباء والفنانين والمفكرين المقيمين في العاصمة الفرنسية أو الآتين إليها من جهات مختلفة.نقرأ على الغلاف الأخير للكتاب الذي صدر عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” بالتعاون مع دار السويدي: “من هم (خِفاف الروح) الذين (خَطفًا يأتون وخَطفًا يذهبون)، الذين أهداهم صاحب هذه اليوميّات كتابه؟ بلغة رائقة ووعي شاعر درَّب نفسه على اعتبار الشعر خالق اللغات، وبأريحيّة الفكر المنفتح على الاختلاف لإثراء الذات، يمارس صاحب هذه اليوميّات لعبة المرايا باحثًا في الآخر عن ذاته العميقة”.وفي مقدّمته ليوميّاته الذي فازت بجائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة، يكتب مخلوف: “لقد عدتُ من خلال هذا الكتاب، بشكل خاصّ، إلى العقدين الأوّلين من وجودي في باريس، أواخر القرن الماضي، حين كانت المدينة تتوهّج بألف لون، على المستويين الثقافي والإبداعي، وكانت تتعدّد فيها روافد الآداب والفنون، وتصبّ في فضائها الواسع آتيةً إليها من جميع الأماكن، بما فيها العالم العربيّ، قبل أن يخفت صوت الفكر على المستوى العالمي، ويتراجع الحسّ النقديّ، وتتلعثم الآداب والفنون، تحت ضَربات المال المنتصر الذي يلغي كلّ ما يتعذّر تسليعه وتحويله أداةً للمنفعة المادّيّة”.وتمثل هذه اليوميّات التي تقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، رحلة مثيرة يتأمل القارئ خلالها وجوه الشخصيّات الأدبية والفكرية والفنية الباريسية اللامعة، وتلك التي اجتذبتها أنوار باريس، فتقاطرت من مشارق الأرض ومغاربها لتقيم في “عاصمة الأنوار”.

محمود السعيدي

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *