عُمان: منارة السلام ودبلوماسية الصمود في مواجهة الحملات المغرضة

تُعرف عُمان بموافقها الدبلوماسية الحكيمة وسياستها القائمة على الحياد الإيجابي، حيث تضع قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واستقرار اليمن، ضمن أولوياتها في مساعيها لتحقيق السلام والاستقرار، هذه الجهود جعلت من مسقط أيقونة للسلام العالمي وصوتًا عقلانيًا في المشهد السياسي والإقليمي.

وتجسّد الحكومة العُمانية هذا الدور من خلال جهود الوساطة الفاعلة والمساعي الدبلوماسية الهادئة، التي تهدف إلى نزع فتيل الأزمات وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة، وبفضل مصداقيتها ونهجها القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، استطاعت أن تحظى بثقة إقليمية ودولية، مما جعلها جسرًا للحلول السلمية وميدانًا للتفاهمات التي تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ويرتكز الدور العُماني على تاريخ عريق ممتد في عمق الحضارة البشرية، حيث لعبت السلطنة عبر العصور دورًا محوريًا في ترسيخ السلام والأمن العالمي، فقد كانت عُمان على الدوام نصيرًا للشعوب المظلومة، تقف في وجه الاستعمار وتتصدى لمحاولات الطغاة الذين سعوا إلى نهب الثروات وإبادة الأمم. هذا النهج الثابت جعلها صوتًا ثابتًا في دعم الحقوق المشروعة للمستضعفين، ومصدرًا للقيم الإنسانية التي تعزز العدل والاستقرار في العالم.

ورغم ما يحمله هذا النهج من مبادئ سامية، فإنه لا يسلم من حملات مغرضة تسعى إلى التشكيك في مواقفه النبيلة، ومحاولة إساءة تفسير حياده بغرض النيل من دوره في تحقيق التوازن والاستقرار. ومع ذلك، تواصل عُمان مسيرتها بثبات، متمسكة بسياستها الراسخة القائمة على الحوار والتفاهم، مستندة إلى وعي مواطنيها الذين يشكلون الداعم الأول لتوجهات الدولة.

وفي هذا الإطار، تظل السلطنة ثابتة على موقفها في رفض جميع أشكال العدوان على الشعوب العربية، وخاصة ما تتعرض له غزة اليوم من إبادة جماعية تُرتكب أمام أنظار العالم العاجز عن إيقاف هذه الوحشية الصهيونية، التي لا تفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ. بل تجاوز العدوان ذلك إلى تدمير المستشفيات ومدارس الإيواء، في مشهد يعكس ازدواجية المعايير الدولية، ويفضح التناقض الصارخ لمن يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان والطفولة، بينما يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه المجازر الوحشية.

لذا تقف عُمان اليوم بحزم ضد هذه الأفعال الهمجية، سواء ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية، أو ما يشهده اليمن من اعتداءات أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، هذا النهج السياسي في مواجهة العدوان لم يكن بمنأى عن حملات التشويه والاستهداف، حيث سعت بعض الأقلام المأجورة والأصوات المدفوعة، مدعومة بمنصات إعلامية مغرضة، إلى تشويه الدور العُماني والترويج للإشاعات التي تحاول النيل من مصداقيته.

ومع ذلك فإن هذه المحاولات البائسة لا تؤثر على عُمان، ولا تنال من نهجها الراسخ، إذ أن رسالتها الإنسانية واضحة للجميع، ودورها في نشر السلام والتسامح معترف به دوليًا، فالسلطنة تواصل التزامها بمبادئها النبيلة في الدفاع عن حقوق الإنسان، وضمان حق الشعوب في العيش بأمن واستقرار، بعيدًا عن الحروب والاضطهاد، وفي سبيل هذا الموقف، لم تتوانَ عُمان عن تقديم التضحيات، سواء عبر دعمها السياسي والدبلوماسي المستمر للقضية الفلسطينية، أو من خلال مواقفها الرافضة للضغوط التي تحاول دفعها إلى التراجع عن مبادئها، كما أنها تبذل جهودًا إنسانية حثيثة في إغاثة المنكوبين، وتقديم المساعدات، إيمانًا منها بأن الدفاع عن الحق يتطلب مواقف عملية، لا مجرد شعارات، في مواجهة الطغيان الصهيوني الذي يواصل جرائمه بلا رادع.

ومن واجب المواطن العُماني أن يكون فاعلًا في الدفاع عن وطنه، والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف الإساءة إلى عُمان ودورها النبيل، فالثمن الذي يُدفع في مواجهة الصهيونية وأتباعها من المتصهينين لن يكون بسيطًا، إذ إن الحملة المغرضة التي تستهدف عُمان لن تتوقف، بل ستتكرر بأساليب مختلفة، مما يفرض علينا جميعًا مسؤولية الوقوف صفًا واحدًا خلف توجهات الحكومة، ودعم سياساتها الحكيمة، كما يجب علينا استثمار وجودنا في العالم الرقمي بشكل فعّال، لنكون صوتًا قويًا في مواجهة هذه الحملات المضللة، وإبراز حقيقة الدور العُماني في دعم القضايا العادلة، ونشر قيم العدل والسلام في مواجهة الظلم والعدوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *