المكتبة الرقمية ودورها في البحث العلمي

لقد شاع استخدام مصطلح المكتبات الرقمية، والتعليم الرقمي من خلال الدخول على شبكة الانترنت، وانتقال كثير من الباحثين من الكتب الورقية إلى الكتب الإلكترونية، والسبب في ذلك؛ سهولة توفر الكتب، وسهولة تصفحها في أي مكان وزمان عبر الأجهزة الذكية، وتسهيل عملية البحث للدارسين والباحثين في التعليم العالي، كما يمكن للتعليم الرقمي استيعاب الأعداد الكبيرة من المتعلمين دون شروط ومتطلبات، لذلك فهو يساهم في نشر التعلم، وتوفير فرص متنوعة وعديدة للتعلم، بالإضافة إلى أنَّ التعلم في البيئة الرقمية يوفر الكثير من الأعباء التي تثقل الأساتذة في التعليم التقليدي، فالمقررات والمناهج موجودة بصورة إلكترونية على شبكات الانترنت، والاختبارات تصحح وترسل النتائج آليًا، كما تسهل عملية التواصل الأكاديمي بين الأساتذة والمتعلمين، وهذا الأمر جعل مختلف دول العالم تسارع إلى إقامة مشاريع مكتبات رقمية؛ للتطوير والرقي بمجال البحث العلمي، والتعليم الرقمي.

وهناك العديد من المصطلحات الحديثة التي ترد في مؤلفات ودراسات الباحثين التي تنطوي على دلالات مشابهة، وذات علاقة بمصطلح المكتبة الرقمية، ومن أكثر هذه المصطلحات استخدامًا: المكتبة الإلكترونية، والمكتبة الافتراضية، والمكتبة المتشابكة، والمكتبة المتكاملة (المركبة)، والمكتبة بلا جدران… الخ.

إنَّ الباحث اليوم في حاجة ماسة إلى المكتبات الرقمية التي توفر له خدمات سريعة ودقيقة، لما توفر عليه من بيانات ومعلومات باعتبارها مختزنات هائلة للمعلومات؛ حيث يمكن الحصول على المعلومات وطلبها وإعدادها للاسترجاع، وعليه فإنَّ المكتبة الرقمية تشكل عاملاً مؤثرًا في إنجازات مختلف البحوث العلمية، سواء كانت مقالات علمية، أو مداخلات لملتقيات وطنية، أو دولية، أو إنجاز لأطروحات الماجستير والدكتوراة، حيث تساهم المكتبة الرقمية بالأهداف التالية:

1- توفير المادة العلمية من المصادر والمراجع الإلكترونية للبحث.

2- تسهيل عملية البحث العلمي بالولوج على خدمات المكتبة الرقمية في ظرف قصير وسهل.

3- الاطلاع على الدراسات السابقة في الموضوع لتجنب التكرار العلمي في المواضيع المبحوث فيها.

4- تسهيل عملية الكشف عن السرقات العلمية والتزوير، كما تساعد في الكشف عن عملية النسخ أو التقليد أو التزوير بين الوثائق العلمية.

دور المكتبات الرقمية في تكوين الباحثين

تساهم المكتبات الرقمية في تكوين الباحث والمستفيد من التدريب من مختلف العمليات التي يقوم بها في المجال الرقمي والتكنولوجي التي تساهم في تكوين كفاءة علمية في مجال البحث، والتواصل في العمل الآلي من خلال التفاعل مع باقي المستفيدين.

كما تساهم المكتبات الإلكترونية في جعل الباحث يواكب المستجدات الجديدة في البحوث العلمية المقدمة من مختلف الجامعات العالمية، في مختلف التخصصات العلمية؛ من أجل تحسين مستواه العلمي في التخصص، وتلقي المعارف الجديدة في مختلف العلوم الأخرى.

المراجع

دور الرقمنة في الجودة في التعليم العالي، للباحث: ماحي أمين، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، المجلد 57، العدد خاص.

المكتبات الرقمية ودورها في تلبية حاجات الباحثين لأغراض البحث العلمي للباحثة: وفاء محمد كريم، المجلة العراقية لتكنلوجيا المعلومات، المجلد 9، العدد 1.

الرقمنة كآلية لتحقيق الجودة في عملية التعليم العالي، د. محديد ليلى، جامعة بومرداس، الجزائر.

د. أسماء صالح العامر

كاتب بمجلة إشراق العمانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *