السلطان هيثم: إن عُمان على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء

منذ تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020م، دخلت عُمان مرحلة جديدة من النهضة المتجددة، والتي حملت العديد من التحديات والتطلعات، منطلقة برؤية مستقبلية هادفة نحو ريادة وطنية في كافة المجالات، إذ وضع السلطان أسسًا قوية لبناء دولة حديثة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وتعمل بشراكة حقيقية بين المواطن والدولة، في إطار من العمل الوطني نحو الزهو بعمان إلى أمجاد حضارية تتواكب مع المتغيرات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة لكافة مناحي الحياة، بما يمكنها من تحقيق الحياة الكريمة للمواطن العماني.
لقد كانت رؤية عُمان 2040، بمثابة البوصلة التي وجهت الحكومة نحو تحقيق تطلعاتها المستقبلية، وأهدافها الوطنية، إذ ركزت الرؤية على التنوع الاقتصادي، والاستثمار في بناء الإنسان العماني، والتركيز على قطاع التعليم الصحة والمجتمع، وتعزيز البحث العلمي والابتكار، مما أعطى الرؤية إطارًا شاملًا لبناء اقتصادي متنوع قائم على المعرفة، مع تمكين المواطن العماني ليكون قوة دافعة لتحقيق الغايات الوطنية السامية.
كانت البداية في حكم جلالة السلطان هيثم -أعزه الله- في العمل من أجل التوزان بين تحقيق رؤية عمان 2040 والإصلاحات الإدارية التي كان لابد من القيام بها من أجل المضي بخطى فاعلة في تحقيق الأهداف الوطنية، وبهدف تعزيز الكفاءات الوطنية، ورفع مستوى العمل الوطني، وقد تضمنت هذه الإصلاحات إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة إعادة صياغة العديد من القوانين وتطويرها بما يتوافق مع المرحلة المتجددة، وتقوية دور المحافظات والمجالس المحلية، مما أسهم في تعزيز اللامركزية ومشاركة المجتمع في صناعة القرار وبناء الدولة.
وفي ذات الاتجاه ومن أجل تطوير الاقتصاد الوطني كان لابد من القيام بالإصلاحات الاقتصادية، إذ واجهت السلطنة تحديات اقتصادي كبرى، إلا أن السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- تبنى إصلاحات جذرية، قامت على خطة التوازن المالي بهدف معالجة الدين العام، وإعادة هيكلة الدعم الحكومي، وتطبيق الضرائب لضمان استدامة مالية، كما أولت الحكومة اهتمامًا خاصًا بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومعالجة الإشكاليات التي تعيق تحقيق هذا القطاع لدوره الاقتصادي، مما كان لذلك أثر في خفض الدين العام، ورفع مستوى تصنيف السلطنة على مستوى الاقتصادي، بحيث أصبحت بيئة جاذبة للاستثمارات الدولية.
وكان المجتمع العماني محور اهتمام جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- حيث انعكس ذلك في إطلاق برنامج الحماية الاجتماعية، الذي استهدف تعزيز العدالة الاجتماعية وتقديم الدعم والرعاية للفئات الأكثر احتياجًا، مثل الطفولة، والمرأة، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان توفير حياة كريمة ومستقرة لجميع المواطنين. كما أولى جلالته اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة العمانية، مانحًا إياها مزيدًا من الفرص للمساهمة الفاعلة في بناء الوطن وإبراز قدراتها في مختلف المجالات. ولم يغفل جلالته أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية العمانية وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، مما جعل عُمان نموذجًا رائدًا يجمع بين الأصالة والحداثة.
وفي ظل هذه الجهود، حرصت السلطنة على وضع سياسات مستدامة تضمن تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي. كما أولى جلالة السلطان اهتمامًا خاصًا بتطوير المنظومة القانونية لحماية الفئات المستهدفة، إضافة إلى دعم المبادرات المجتمعية التي تعزز الوحدة الوطنية وترسخ قيم التعاون والتضامن.
وفي إطار السياسة الخارجية، أولى جلالة السلطان هيثم بن طارق -أعزه الله- اهتمامًا خاصًا لتحقيق التواصل الخارجي الهادف، من أجل بناء علاقات سياسية قائمة على المصالح المشتركة مع دول العالم، وتعزيز الجوانب الاقتصادية والتعاون الدولي، كما كان للسلطنة دور بارز في المساهمة بحل النزاعات الإقليمية، وهو ما تجسد في تبادل الزيارات على مستوى رؤساء الدول، مما عزز مكانة عُمان كدولة تلتزم بمبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتقوم بدور الوسيط الموثوق به في المنطقة، كما حرص جلالة السلطان على توجيه السياسة الخارجية لتكون أداة لتعزيز التنمية الداخلية من خلال استقطاب الاستثمارات الدولية وتوسيع شبكة الشراكات الاقتصادية، وأكد على أهمية الحضور العُماني في المحافل الدولية لتقديم رؤى دبلوماسية تُسهم في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مما عزز مكانة عُمان كفاعل مؤثر في صنع قرارات تدعم الاستقرار العالمي.
خمس سنوات مضت كانت حافلة بالإنجازات الوطنية التي أسهمت في تعزيز رفعة هذا الوطن ومكانته بين الأمم. وفي هذا اليوم الحادي عشر من يناير، نحتفي بهذه الإنجازات العظيمة، ونجدد عهدنا لجلالة السلطان بأن نواصل المسير خلف قيادته الحكيمة، مجسدين قيم الأصالة والثبات، ومستلهمين منه القوة والعزيمة. ونؤكد لجلالته أننا سنظل السند المتين والناصح الأمين، متمسكين بوحدة الصف والكلمة والهدف والمصير، متجنبين كل أسباب الفرقة والاختلاف. ونعمل دائمًا على تعزيز روح التعاون والمحبة، مسترشدين بقول الله تعالى): “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) صدق الله العظيم