“المركز الوطني للتوحد” يترجمُ الاهتمام بفئة أطفال اضطراب طيف التوحد

مسقط في ١١ مايو / العُمانية / تولي سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية أهمية قصوى بفئة الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد من خلال توفير أجود الخدمات التأهيلية والعلاجية عالية الجودة من مرحلة الطفولة المبكرة حتى مرحلة البلوغ، عبر برامج معتمدة عالميًّا تمكنهم من تحقيق استقلالهم وتسهيل دمجهم في المجتمع.

وتمثَّل هذا الاهتمام بإنشاء مركز تابع للوزارة مخصص لهذه الفئة وهو “المركز الوطني للتوحد” بالخوض في ولاية السيب، ويقوم بمساعدة المصابين باضطراب طيف التوحد لتعزيز الوعي العام لديهم، وتثقيف المجتمع بكيفية تقديم الرعاية والتعايش مع هذه الفئة.

الكاتبة سمية بنت موسى الكندية تقترب من فئة الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد عبر تسخير إمكاناتها القصصية المتمثلة في “قصة نوح”؛ بهدف التوعية بالأطفال المصابين بطيف التوحد.

وفي حوار مع وكالة الأنباء العُمانية تسرد الكاتبة واقع هذا العمل التطوعي الكتابي فتقول: ” /قصة نوح/ جاءت لتخدم أطفال الفئة العمرية (3 – 6 سنوات)، وتكشف فيه تصرفات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، فالنصوص المكتوبة تترجم تلك المواقف مع مواكبتها من خلال تقديم العبارات على شكل رسومات لإيصال الفكرة للطفل القارئ بكل سهولة”.

وأضافت: “إن تدشين قصة نوح جاءت متزامنة مع افتتاح معرض ”اضطراب طيف التوحّد للفنون” بدار الفنون الموسيقية، والمتضمن ٢٥ لوحة فنية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد”، لافتة إلى أن هناك العديد من الأعمال والإنجازات في المجال القصصي التي ألّفتها، منها قصة “سامي واللحاف الأزرق”، والمجموعة القصصية لشخصية سامي.

وتحدثت الرسامة زينة بنت أشرف الهنائية عن حرصها في مبادرة رسم “قصة نوح”، مبينة أن يكون الرسم بسيطًا ومفهومًا وبألوان لافتة تخدم الفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات، ففكرة العمل توضِّح مشاعر الفرح والحزن لدى طفل التوحد بطريقة جذابة ليتضح لدى الطفل القارئ أن هناك أمورًا تؤذي مشاعر الطفل وأخرى تشعره بالارتياح.

وتابعت قائلة: إن العمل في مجال رسم القصص يمر بالعديد من التحديات منها: تكوين الشخصية للقصة والذي يأخذ وقتًا طويلًا، ومن المهم أن تكون مميزة وبسيطة لترسخ في ذهن الطفل عند قراءته للقصة وتختلف عن بقية القصص الأخرى، مبينة أنه تم اختيار أحداث القصة في بيئات مختلفة كالمنزل والحديقة وغيرها لكي يشعر الطفل القارئ أن حدوث المشاعر سواء كانت مريحة أو غير مريحة بالنسبة لطفل اضطراب طيف التوحد تحدث في مواقع متنوعة ومختلفة.

ويعد المركز الوطني للتوحد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، ويضم تجهيزات ومعدات حديثة تقدم من خلالها أفضل العلاجات كالعلاج السلوكي، والوظيفي، وعلاج النطق واللغة، والتأهيل المهني للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وغرف المحاكاة المختلفة والتي تهدف إلى إيجاد بيئة مشابهة للبيئة الطبيعية.

ويقدم المركز للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، الأنشطة الترفيهية كالموسيقى، والسباحة، وأركان اللعب والرياضة.

جدير بالذكر أن المركز شُيّد على مساحة إجمالية تبلغ 23 ألفًا و600 متر مربع، فيما بلغت مساحة المبنى 5 آلاف و225 مترًا مربعًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليونين و500 ألف ريال عُماني، ويستوعب 120 حالةً من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.

مزنة السعيدية

محرر صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *